مقدمة تعريفية عن التحليل الفني في سوق العملات

التحليل الفني في سوق العملات

يهدف تحليل الرسوم البيانية، المعروف أيضًا بالتحليل الفني، إلى دراسة حركة الأسعار التاريخية والحالية في سوق العملات بهدف التنبؤ بحركة الأسعار المستقبلية. ويختلف التحليل الفني عن التحليل الأساسي في أنه لا يركز على الأسباب التي تؤدي إلى تغيرات السوق، بل يركز بشكل أساسي على حركة الأسعار نفسها، معتبرًا أن جميع العوامل التي تؤثر على السوق تنعكس في النهاية على حركة الأسعار، وبالتالي فإن دراستها تعتبر الأكثر أهمية.

يعتمد التحليل الفني على ثلاثة افتراضات أساسية:

1. تخصيص الحركة السعرية لكل شيء: يفترض هذا المبدأ أن جميع العوامل الاقتصادية والسياسية وغيرها التي تؤثر في السوق تتجسد في حركة الأسعار. وبالتالي، فإن دراسة حركة الأسعار تكفي لفهم التغيرات دون الحاجة إلى معرفة الأسباب التي تقف وراءها. وهذا يعني أنه ليس كل خبر اقتصادي أو سياسي قادر على تحريك الأسعار، وإنما يمكن للمحلل الفني متابعة حركة السعر واستنتاج التغيرات المحتملة من خلال دراسة الرسوم البيانية.

2. حركة الأسعار تتبع اتجاهات: يفترض هذا المبدأ أن الأسعار تميل للتحرك في اتجاهات معينة لفترات طويلة قبل أن تتغير. وهذا يعكس الطبيعة الدورية للدورات الاقتصادية التي تستمر لفترات زمنية محددة. وبالتالي، يتمحور دور المحلل الفني في التعرف على الاتجاهات الحالية للسوق والتداول وفقًا لهذه الاتجاهات. ولذلك فإنه من الشائع أن نسمع عبارة “الاتجاه صديق المتداول” في أسواق المال.

3. تكرار التاريخ: نظرًا لأن أسواق المال تجذب المستثمرين الذين يتأثرون بالطمع والخوف، فإن هذه المشاعر تتجسد في الرسوم البيانية على شكل نماذج قابلة للتصنيف والتعرف عليها. وبما أن سلوك المستثمرين يتكرر عبر الزمن، فإن النماذج الفنية التي تنتجها هذه المشاعوامل السوق تتكرر في المستقبل. وبالتالي، فإن التاريخ يعيد نفسه ويمكن استخدام النماذج الفنية السابقة لفهم وتوقع الأحداث المستقبلية.

باختصار، يعتبر التحليل الفني في سوق العملات دراسة حركة الأسعار الماضية والحالية باستخدام الرسوم البيانية، بهدف التنبؤ بحركة الأسعار المستقبلية. يعتمد على افتراضات أساسية تشمل تخصيص الحركة السعرية لكل شيء، تتبع الأسعار لاتجاهات محددة، وتكرار النماذج التاريخية في المستقبل. يساعد التحليل الفني المستثمرين على اتخاذ القرارات المناسبة في سوق العملات بناءً على الأنماط والتغيرات في الرسوم البيانية.