شهدت أسعار الذهب تراجعاً حاداً خلال تداولات يوم الجمعة، حيث فقد المعدن النفيس حوالي 11 دولاراً منذ بدء التعاملات، رغم صعوده القوي في الجلسة الماضية عندما اخترق مستوى 2400 دولار للأوقية بعد صدور تقرير التضخم الذي غذى توقعات الأسواق حيال قرب انتهاء النهج التشديدي الأمريكي.
ورغم دعم بيانات التضخم الأمريكي وتصريحات أعضاء الفيدرالي التي كانت أقل تشدداً، تكبد الذهب خسائر قوية اليوم. يمكن توضيح الأسباب الرئيسية لهذا التراجع كالتالي:
1. هدوء التوترات الجيوسياسية
انخفض الطلب على الذهب كملاذ آمن بعدما أظهرت التطورات في الشرق الأوسط اقتراب التوصل إلى اتفاق سلام ووقف العدوان على غزة. حيث تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية قوية، أبرزها من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي شدد على أن تركيا لن تتعاون مع إسرائيل في الناتو حتى يتم إحلال سلام شامل في فلسطين. كما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن عزمه على إنهاء الحرب في قطاع غزة وأعرب عن استعداده لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
2. انكماش واردات الصين من المعادن
أظهرت البيانات الرسمية انكماش واردات الصين من المعادن الرئيسية بنسبة 2.3% في يونيو الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. تعتبر الصين ثاني أكبر مستورد للذهب في العالم، وانكماش وارداتها يعكس ضعف الطلب الصيني وتوقف الصين عن زيادة احتياطاتها من الذهب، مما عزز الضغوط الهبوطية على أسعار الذهب.
3. ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية
ساهم ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية في تعزيز الزخم الهبوطي لأسعار الذهب. إذ ارتفعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة 0.65% إلى 4.217%، ولأجل 20 سنة بنسبة 0.56% إلى 4.527%، ولأجل 30 سنة بنسبة 0.47% إلى 4.425%.
أداء الذهب اليومي والأسبوعي
نتيجة لهذه العوامل، تراجعت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.44% لتصل إلى 2404.55 دولار للأوقية، كما تراجعت عقود الذهب الآجلة تسليم أغسطس بنسبة 0.50% لتسجل 2409.50 دولار للأوقية.
ورغم هذا التراجع، إلا أن الذهب لا يزال على المسار لتحقيق مكاسب أسبوعية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث قدرت مكاسب الذهب منذ بداية الأسبوع وحتى الآن بحوالي 0.56%.
