شركات مصرية مستعدة للمشاركة في إعادة إعمار غزة بانتظار استقرار الأوضاع

بعد بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تتأهب شركات مصرية للمشاركة في إعادة إعمار القطاع، الذي تقدر تكلفته بعشرات المليارات من الدولارات.

جاهزية مصرية مشروطة بالاستقرار

أكد محمد البهي، رئيس لجنة التعاون العربي باتحاد الصناعات المصرية، أن الشركات المصرية مستعدة للمشاركة الفعالة في إعادة الإعمار فور استقرار الأوضاع. وأوضح أن قرب غزة من مصر يسهل عمليات نقل المنتجات والإمدادات، مما يجعل المساهمة المصرية أكثر فاعلية.

عصام العرجاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة العرجاني، كشف أن شركته تخطط للمساهمة في إعادة الإعمار فور توقف الحرب، مؤكداً أن لديهم خططاً للتوسع في هذا المجال كما حدث في ليبيا.

نموذج الإعمار الأمثل

يرى سامي سعد، رئيس الاتحاد المصري لمقاولي البناء والتشييد، أن المباني الجاهزة تعد الحل الأمثل لتسريع عمليات الإعمار. ويمكن إنشاء مصانع متخصصة في مدينة رفح المصرية لتوفير هذه المباني، مما يسرع عملية إعادة الإعمار.

إمكانات مصرية ضخمة

وفقاً للمسؤولين، تمتلك مصر نقاط قوة كبيرة لدعم إعادة الإعمار، حيث تتمتع بفائض في مواد البناء مثل الأسمنت والحديد والأخشاب والزجاج. كما أن فائض المعدات لدى شركات المقاولات المصرية، نتيجة تباطؤ بعض المشروعات المحلية، يوفر فرصة مناسبة للعمل في غزة.

مسؤول بالشركة القابضة لمشروعات الطرق والكباري أكد أن الشركات المصرية مستعدة للمساهمة في إعادة الإعمار فور صدور توجيهات رسمية، مع ضرورة توفير ضمانات لحماية العاملين والمعدات.

احتياجات ضخمة وتحديات قائمة

تشير التقديرات إلى أن 1.8 مليون شخص في غزة يحتاجون إلى مأوى، فيما قد تستغرق إزالة الأنقاض وحدها 14 عاماً بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار.

أحمد عبد الحميد، رئيس غرفة صناعات مواد البناء، أوضح أن مصر لديها فائض في إنتاج مواد البناء يكفي لتغطية احتياجات الإعمار في غزة وليبيا والعراق، لكنه أشار إلى أن ارتفاع تكلفة الإنتاج قد يؤثر على تنافسية المنتجات المصرية أمام نظيراتها من تركيا والسعودية.

فرصة اقتصادية واستراتيجية

تعد إعادة إعمار غزة فرصة اقتصادية لمصر، ليس فقط من حيث تشغيل الشركات المصرية، بل أيضاً لتعزيز دورها الإقليمي في دعم القضية الفلسطينية.

شمس الدين يوسف، العضو المنتدب لشركة الشمس للمقاولات، أكد أن الشركات المصرية جاهزة للعمل، مضيفاً أن مشاركتها ستكون مهمة قومية وإنسانية تؤكد دور مصر في دعم فلسطين، مما يعزز التعاون العربي على المستوى الإقليمي.