أخبارسلع /طاقةشرق اوسط

تقلبات حادة بأسعار النفط مع بداية الأسبوع وسط تصعيد الشرق الأوسط وتباطؤ صيني

استهلت أسعار النفط العالمية تداولات الأسبوع على وقع تقلبات حادة، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتحديدًا بين إسرائيل وإيران، إلى جانب بيانات اقتصادية صينية أظهرت تباطؤًا في نمو القطاع الصناعي، ما أثار مخاوف مزدوجة بشأن العرض والطلب في أسواق الطاقة.

الأداء السعري: مكاسب أولية تتراجع مع استقرار التداولات

شهدت أسعار خام برنت قفزة بلغت نحو 5.5% في التعاملات المبكرة، قبل أن تتراجع المكاسب تدريجيًا ليستقر السعر مرتفعًا بنسبة 1% أعلى 74 دولارًا للبرميل. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنحو 1.16% متداولًا فوق مستوى 73 دولارًا للبرميل.

ويأتي هذا بعد مكاسب قوية يوم الجمعة الماضي، تجاوزت 13% على خلفية الضربات الإسرائيلية الأولية، لكن حالة الذعر الأولي في الأسواق تراجعت مع تحول المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، خاصة الذهب.

مخاوف الإمدادات: تصعيد عسكري واستهداف للبنية التحتية

تتركز المخاوف في جانب العرض على احتمالية توسع الصراع بين إسرائيل وإيران، خاصة بعد استهداف منشآت طاقة حساسة. فقد شنت إسرائيل هجومًا على حقل “جنوب بارس” الإيراني العملاق، ما أدى إلى إغلاق منصة إنتاج واندلاع حريق في مصنع لمعالجة الغاز.

ورغم أن هذا الحقل يغذي السوق المحلي الإيراني بشكل رئيسي، إلا أن الحادث يعكس هشاشة البنية التحتية للطاقة في المنطقة، وسط تصعيد متواصل قد يمتد لأهداف استراتيجية أكبر.

أكثر السيناريوهات إثارة للقلق يتمثل في تهديد محتمل لإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية. حتى الآن، لا توجد مؤشرات مباشرة على اتخاذ طهران مثل هذا الإجراء، إلا أن احتمالية التصعيد تبقي الأسواق في حالة ترقّب حذر.

الطلب تحت الضغط: تباطؤ النمو الصناعي في الصين

من ناحية أخرى، أظهرت بيانات رسمية صادرة صباح الاثنين عن المكتب الوطني للإحصاء الصيني أن الإنتاج الصناعي في البلاد نما بنسبة 5.8% على أساس سنوي خلال مايو، وهو أبطأ معدل نمو في خمسة أشهر، وأقل من التوقعات التي رجحت نموًا عند 5.9%.

وتأتي هذه البيانات بعد قراءة أبريل التي أظهرت نموًا بـ 6.1%، ما يشير إلى تباطؤ تدريجي في وتيرة النشاط الصناعي، وهو ما يضغط على توقعات الطلب العالمي على النفط، خاصة من الصين، التي تُعد أكبر مستورد ومستهلك للطاقة عالميًا.

نظرة مستقبلية: توازن دقيق في سوق مضطرب

تعكس تحركات السوق الحالية حالة توازن دقيقة بين ضغوط العرض المرتبطة بتصاعد التوترات الجيوسياسية، وضغوط الطلب الناتجة عن تباطؤ النشاط الاقتصادي في الصين. ومن المرجح أن تظل أسعار النفط متقلبة على المدى القصير، في ظل ترقّب المستثمرين لأي تطورات مفاجئة في المنطقة، خاصة ما يتعلق بإمدادات النفط عبر مضيق هرمز، أو مصير المحادثات النووية بين طهران والغرب، والتي أُعلن عن تعليقها مؤخرًا.

في هذا السياق، تزداد أهمية المتابعة الدقيقة لأخبار الشرق الأوسط ومؤشرات الاقتصاد الكلي، باعتبارهما المحركين الرئيسيين للأسواق خلال المرحلة الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى