
قلّصت مصافي التكرير في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، مشترياتها من أسواق الخام العالمية في ظل التقلبات الجيوسياسية والانخفاض الحاد في هوامش الأرباح وضعف الطلب المحلي.
وبحسب متعاملين مطلعين، تراجع نشاط شركات التكرير الخاصة – المعروفة باسم “أباريق الشاي” – في السوق الفورية، لاسيما تجاه خامات قادمة من إيران وروسيا، والتي تُعد من المصادر الرئيسية للمصافي الصينية بسبب التخفيضات السعرية.
تأتي هذه الخطوة وسط تراجع هوامش الأرباح لأدنى مستوى في ثلاثة أشهر، وفق بيانات شركة JLC للاستشارات. وعلى الرغم من أن المصافي الحكومية لا تزال تحقق أرباحًا، فإنها بدورها تواجه ضغوطًا متزايدة.
وتعاني شركات التكرير من تأخر تمرير تقلبات الأسعار إلى السوق الداخلية، حيث تقوم الجهات التنظيمية بمراجعة أسعار البنزين والديزل كل عشرة أيام عمل فقط، ما يحدّ من مرونة التسعير.
في الوقت ذاته، تزايدت كميات النفط المخزّنة على متن الناقلات قرب الممرات الملاحية الآسيوية، ما يعكس ضعف الطلب. إذ بلغ مخزون النفط الإيراني نحو 33.9 مليون برميل، وهو الأعلى منذ ديسمبر 2023، فيما تضاعف حجم الشحنات العابرة عبر مضيقي ملقا وسنغافورة إلى 13.3 مليون برميل خلال أسبوعين.
وقد بيعت الشحنات الإيرانية بخصم يتجاوز 3 دولارات للبرميل مقارنة بعقود خام برنت، بينما استقرت أسعار الخام الروسي فوق السعر القياسي العالمي بنحو دولارين.