
الجنيه الإسترليني والين الياباني في المقدمة
شهدت الأسواق تغيرات كبيرة خلال الفترة الماضية، متأثرةً بتطورات جيوسياسية تشمل تنفيذ التعريفات الجمركية الأميركية على كندا والمكسيك والصين، إلى جانب تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وصدور بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة.
وفقًا لجين فولي، رئيسة استراتيجية العملات الأجنبية في بنك Rabobank London، فإن الجنيه الإسترليني والين الياباني قد يكونان من أبرز المستفيدين في هذا المناخ. وأوضحت أن بريطانيا تتمتع بفائض تجاري متواضع مع الولايات المتحدة، ما يجعل الجنيه في مسار تصاعدي مقابل اليورو، لكنه لا يزال بعيدًا عن كونه ملاذًا آمنًا.
أما اليابان، فهي تحتل موقعًا استراتيجيًا في علاقتها مع الولايات المتحدة، حيث تعد أكبر حامل للسندات الأميركية خارج البلاد وأكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية إلى أميركا. كما أن الميزانية الدفاعية المتزايدة لليابان تُنفق بالكامل تقريبًا داخل الولايات المتحدة، مما يعزز موقف الين الياباني.
اليابان تصبح الملاذ الآمن الجديد؟
يعتقد ديفيد روش، استراتيجي في Quantum Strategy، أن الين الياباني يبرز كملاذ آمن في ظل عدم الاستقرار الجيوسياسي بالغرب. كما أشار إلى أن سياسات الإدارة الأميركية قد تؤثر على مكانة الدولار كعملة آمنة، ما يدفع المستثمرين نحو الين باعتباره خيارًا أكثر استقرارًا.
مستقبل اليورو وتأثير التعريفات الجمركية
على الرغم من المخاوف المحيطة بتأثير التعريفات الأميركية، يرى كمال شارما، استراتيجي العملات في BofA Global Research، أن الأسواق تعاملت مع هذه التطورات بشكل متزن. وأوضح أن الضغط الآن على الاتحاد الأوروبي لزيادة الإنفاق الدفاعي، وهو ما قد يدعم أسواق الأسهم الأوروبية ويعزز اليورو.
توقعات الفرنك السويسري والعملات ذات العوائد المرتفعة
دومينيك شنايدر، رئيس العملات الأجنبية والسلع في UBS Global Wealth Management، يرى أن جاذبية الفرنك السويسري كملاذ آمن بدأت تتراجع، مع تزايد التوجه نحو العملات ذات العوائد المرتفعة مثل الدولار الأسترالي والجنيه الإسترليني.
هل يستمر الدولار في الصعود؟
رغم الضغوط التي يواجهها الدولار، يعتقد كريستيان مولر-غليسمن، رئيس أبحاث تخصيص الأصول في Goldman Sachs، أن هناك مجالًا لمزيد من الارتفاع في قيمة العملة الأميركية، مشيرًا إلى أن الأسواق لم تعكس بعد التأثير الكامل للتعريفات الجمركية على مختلف العملات العالمية.