ترامب يتراجع عن خطة تهجير سكان غزة.. مناورة سياسية أم تحول حقيقي؟

في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن “لا أحد سيُجبر على مغادرة غزة”، وهو ما يتناقض مع تصريحاته السابقة التي ألمح فيها إلى إمكانية تهجير سكان القطاع كجزء من تسوية سياسية.
هذا التغيير في الموقف يطرح تساؤلات حول ما إذا كان تحولًا حقيقيًا في السياسة الأميركية أم مجرد تكتيك تفاوضي يسعى من خلاله ترامب للحصول على تنازلات أكبر.
ردود الفعل الدولية
مصر سارعت إلى الترحيب بهذا التصريح، مؤكدة أهمية “البناء على هذا التوجه الإيجابي” لدعم جهود السلام، مع التشديد على ضرورة مراعاة “التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني”.
كما اجتمع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات مع المبعوث الأميركي لبحث جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، في خطوة تعكس الاهتمام العربي المتزايد بإدارة الملف الفلسطيني وفق رؤية تتماشى مع المصالح الإقليمية.
تأثير القرار على مسار المفاوضات
يرى خبراء أن السياسة الأميركية تهدف إلى زيادة الضغوط على حماس، وسط تحول ملحوظ في الموقف العربي تجاه الحركة، حيث يبرز توجه متزايد لدعم فكرة نزع سلاحها، وهو ما يتماشى مع الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة المدى.
في الوقت نفسه، تتواصل المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تمديد وقف إطلاق النار والإفراج عن مختطفين، لكن تصريحات ترامب الأخيرة قد تدفع تل أبيب إلى إعادة تقييم استراتيجيتها.
تناقضات ترامب.. تكتيك أم تغيير جذري؟
محللون يرون أن مواقف ترامب المتناقضة ليست جديدة، إذ يتبع أسلوب رفع السقف في البداية ثم التراجع لإعطاء انطباع بتقديم تنازلات، كما فعل سابقًا في مفاوضاته التجارية مع كندا وأوروبا.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن إسرائيل لا تزال تمضي قدمًا في خططها لإعادة تشكيل الواقع الديموغرافي في غزة، بصرف النظر عن التصريحات الأميركية، حيث تسعى إلى إنشاء مشاريع تخدم مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
يبقى السؤال: هل سيترجم هذا التصريح إلى خطوات ملموسة على الأرض، أم أنه مجرد مناورة سياسية جديدة ضمن استراتيجية ترامب التفاوضية؟