في تصعيد خطير واستمرار لانتهاكات القانون الدولي الإنساني، أفاد مراسلونا في قطاع غزة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت بشكل مباشر الطابق الثالث من مستشفى العودة في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ما أسفر عن أضرار جسيمة في المبنى الطبي الحيوي، دون ورود أنباء فورية عن وقوع إصابات.
ووفقًا لشهود عيان، فإن القوات الإسرائيلية لم تكتفِ بالقصف، بل أقدمت على إطلاق النار صوب خزانات المياه الموجودة على سطح المستشفى، في خطوة تهدف إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية والصحية داخل المرفق الطبي، الذي يُعد من أبرز المستشفيات التي تقدم الرعاية العاجلة للجرحى والمصابين شمال القطاع.
خرق صارخ للقانون الدولي
ويأتي هذا الاستهداف في وقت يعاني فيه القطاع الصحي في غزة من شلل شبه كامل نتيجة الحصار والعدوان المستمر، ما يُعد خرقًا فاضحًا لاتفاقيات جنيف التي تنصّ على تحييد المنشآت الطبية من أي أعمال عدائية.
الناطق باسم وزارة الصحة في غزة وصف الحادث بـ”الجريمة المتعمدة”، مؤكدًا أن “استهداف مستشفى يعمل بكامل طاقته لإنقاذ الأرواح يُعد امتدادًا لسياسة الاحتلال في ضرب البنى التحتية المدنية ومفاقمة الكارثة الإنسانية.”
تنديد واسع واستغاثة دولية
من جانبها، طالبت وزارة الصحة الفلسطينية المؤسسات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، بالتحرك العاجل لـ”وقف الاستهداف الممنهج للمؤسسات الصحية”، داعية إلى توفير حماية فورية للطواقم الطبية والمستشفيات.
كما دعت منظمات حقوقية محلية ودولية إلى فتح تحقيق دولي بشأن الاعتداءات المتكررة على المرافق الطبية في غزة، والتي “ترقى إلى جرائم حرب لا تسقط بالتقادم”، بحسب ما ورد في بيان مركز الميزان لحقوق الإنسان.
سياق مستمر للتصعيد
وتشهد مناطق شمال قطاع غزة، لا سيما مخيم جباليا، تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا واسعًا منذ أسابيع، تخللته غارات مكثفة واقتحامات برية، أسفرت عن عشرات الشهداء ومئات المصابين، وسط تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية وانهيار قطاعات المياه والصحة والغذاء.
