المملكة العربية السعودية ليست فقط أكبر منتج للنفط في العالم، بل تملك أيضًا محطة كهرباء الشعيبة، التي تعد أكبر مولد كهرباء يعتمد على النفط في العالم، حيث تستهلك حوالي 200,000 برميل يوميًا في ذروتها، وهو ما يكفي لتلبية الاستهلاك اليومي لدولة أوروبية صغيرة مثل البرتغال.
نشرت بلومبرج تقريرًا يناقش أن المملكة العربية السعودية تستطيع زيادة سعر النفط واستهلاكه، وليس فقط زيادة إنتاجه.
توقعات ذروة الطلب العالمي على النفط
يرى خافيير بياس، صحفي بلومبرج المختص في متابعة السلع والطاقة، أنه إذا ارتفع الطلب العالمي على النفط إلى ذروته في غضون السنوات الخمس المقبلة، كما توقعت وكالة الطاقة الدولية، فإن ذلك سيتطلب أكثر من مجرد تبني واسع النطاق للمركبات الكهربائية. ويشير إلى ضرورة تحوّل السعودية نحو سياسة استهلاك طاقة أقل لتحقيق الاتزان، وإلا سترتفع أسعار النفط بشكل كبير.
تستهلك السعودية حوالي 3.7 مليون برميل يوميًا، مما يجعلها رابع أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والصين والهند.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن تشهد السعودية ثاني أكبر انخفاض في استهلاك النفط بحلول نهاية العقد، بانخفاض يزيد عن 500,000 برميل يوميًا.
خطة السعودية للتحول إلى الطاقة المتجددة
تخطط السعودية للانتقال إلى محطات توليد الطاقة التي تعمل بالغاز والطاقة المتجددة، بهدف تقليل أو التخلص من استخدام النفط في توليد الكهرباء بحلول عام 2030.
جزء أساسي من هذه الخطة يتمثل في تطوير حقل الجافورة للغاز الطبيعي، وهو احتياطي غاز مشابه للصخر الزيتي في الساحل الشرقي للسعودية.
التحديات التي تواجه السعودية
يسلط بياس الضوء على أربعة تحديات رئيسية أمام المملكة للحفاظ على مكانتها كأكبر منتج للنفط في حال وصل الطلب إلى ذروة حقيقية في السنوات المقبلة:
- تطوير حقل الجافورة: يمثل تطوير هذا الحقل مشروعًا ضخمًا، ومن غير الواضح ما إذا كان بإمكان أرامكو السعودية تحقيق الجدول الزمني الطموح.
- إعادة تجهيز المحطات: تحتاج السعودية إلى تحديث بعض محطات الطاقة وبناء محطات جديدة لإحالة المحطات القديمة إلى التقاعد.
- بناء محطات طاقة متجددة: السعودية بحاجة إلى بناء العديد من محطات الطاقة الشمسية والرياح.
- استثمارات ضخمة: تحتاج السعودية إلى استثمار مليارات الدولارات في محطات تحلية المياه الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
أسعار النفط الآن
يتم تداول نفط برنت حاليًا عند 84.9 دولارًا للبرميل بارتفاع 0.5% في الـ 24 ساعة الأخيرة، أما خام النفط فيسجل 81.3 دولارًا بارتفاع 0.49% في تداولات اليوم.
تستهدف السعودية الوصول بأسعار النفط إلى مستويات 100 دولار لتحقيق الاتزان للأسواق، وهو ما تعتبره الدول الغربية محفزًا لزيادة التضخم.
وقامت منظمة أوبك بلس بقيادة السعودية وروسيا بتمديد تخفيضات النفط إلى نهاية 2025 مع إعلان توقف بعض الدول عن التخفيضات في نهاية 2025.