أخبارعالم

رغم تدفق المليارات من التعريفات… هل تمثل سياسة ترامب التجارية حلاً طويل الأمد؟

تواصل تعريفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تأثيراتها الواضحة على الاقتصاد، إذ أظهرت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية أن عائدات الحكومة من بند “الرسوم الجمركية وبعض الضرائب الانتقائية” تجاوزت حاجز 22.3 مليار دولار خلال شهر مايو الجاري، في قفزة لافتة تعكس الأثر المالي للتعريفات المفروضة.

ويُرجح أن يرتفع هذا الرقم بشكل طفيف خلال الأيام المتبقية من الشهر، نظرًا لأن المستوردين عادةً ما يودعون الرسوم الجمركية دفعة واحدة. وسُجلت ذروة الإيداع في 22 مايو، عندما أودع أكثر من 16.5 مليار دولار في خزينة الدولة.

وتفوق عائدات مايو بذلك إجمالي شهر أبريل الذي بلغ 17.4 مليار دولار، وإجمالي مارس البالغ 9.6 مليار دولار، ما يشير إلى تسارع واضح في تدفق الإيرادات المرتبطة بالرسوم الجمركية.

ويُعزى هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى دخول تعريفات ترامب الجديدة — بنسبة 10% على واردات معظم دول العالم — حيز التنفيذ الكامل منذ 5 أبريل، لتُطبَّق لأول مرة على مدار شهر كامل.

أكثر من 92 مليار دولار منذ بداية العام

منذ مطلع عام 2025، بلغت العائدات المتدفقة إلى خزائن الحكومة من الرسوم الجمركية والضرائب الانتقائية ما يزيد عن 92 مليار دولار، وهو رقم يعكس قوة السياسة التجارية التقييدية التي تنتهجها الإدارة الأمريكية في الولاية الثانية لترامب، والتي تجاوزت حتى نتائج الولاية الأولى.

ورغم أن الرئيس ترامب خفّف بعض الرسوم على دول مثل الصين والمملكة المتحدة، وأجّل فرض تعريفات بنسبة 50% على واردات من الاتحاد الأوروبي إلى يوليو المقبل، إلا أنه لوّح بمزيد من الرسوم على قطاعات استراتيجية، تشمل أشباه الموصلات، الأدوية، بل وحتى شركات كبرى مثل “آبل” و”سامسونج”.

هل تكفي لتعويض العجز؟

في منشور عبر منصة “تروث سوشيال”، أشار ترامب إلى أن العائدات المرتفعة من التعريفات قد تُستخدم لتخفيض الضرائب، بل لمح إلى إمكانية إلغاء ضريبة الدخل في المستقبل. وقال: “سنحقق الكثير من الأموال، وهذه الأموال ستُستخدم لتخفيض الضرائب. سنحصل على تخفيضات ضريبية ضخمة، ضخمة”.

ومع ذلك، تبقى هذه العائدات ضئيلة مقارنةً بحجم الإنفاق الحكومي. ففي أبريل وحده، جلبت إقرارات ضريبة الدخل أكثر من 850 مليار دولار، ما يُبرز الفارق الهائل في مصادر الإيرادات الفيدرالية.

ورغم أن الرسوم الجمركية شكّلت تاريخيًا نحو 2% فقط من إجمالي الإيرادات، فإن ارتفاعها مؤخرًا دفع هذه النسبة للارتفاع قليلًا لتقترب من 4%، وهي زيادة ملحوظة لكنها ما زالت بعيدة عن كونها مصدرًا رئيسيًا لتمويل الميزانية الأمريكية.

الجدير بالذكر أن وزارة الخزانة تدمج في تقاريرها الرسوم الجمركية مع الضرائب الانتقائية ضمن فئة واحدة، ما قد يضخم الرقم الإجمالي. ومن المتوقع صدور بيانات تفصيلية خاصة بالرسوم الجمركية فقط خلال الأسابيع المقبلة، لتوضح بدقة مدى مساهمة هذه السياسة في دعم الإيرادات الفيدرالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى