شهية المخاطرة:
شهدت الأسواق المالية يوم الخميس تقلبات ملحوظة نتيجة لتطورات اقتصادية متعددة، مما أثر على معنويات المستثمرين وجعلهم أكثر ميلاً للمخاطرة في بعض الأصول والسلع دون غيرها. فيما يلي أبرز المستجدات التي أثرت على تحركات الأسواق خلال تداولات اليوم:
أولاً: سوق الأسهم العالمية
تراجعت شهية المخاطرة بشكل ملحوظ، مما أثر سلباً على أداء سوق الأسهم الأمريكية، حيث شهدت المؤشرات القياسية انخفاضات حادة. هذا التراجع جاء بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعي (PMI) في الولايات المتحدة لشهر أغسطس، والذي سجل انخفاضًا ليصل إلى 48 نقطة، وهو أدنى مستوى له في عام، مما يشير إلى تدهور الأوضاع في القطاع التصنيعي.
بالإضافة إلى ذلك، تأثرت الأسهم الأمريكية بتزايد توقعات الأسواق بعدم قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة عند بدء دورة التيسير النقدي. هذا يعني أن أسعار الفائدة قد تبقى مرتفعة لفترة طويلة، مما قد يضر بالنشاط الاقتصادي الأمريكي ويزيد من الضغوط على الأسهم.
من جهة أخرى، شهد سوق الأسهم الأوروبية انتعاشاً ملحوظاً، حيث ارتفع مؤشر يورو ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.44% ليصل إلى 516.27 نقطة. هذا الانتعاش جاء بعد أن غذى محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي لشهر يوليو توقعات الأسواق بإمكانية خفض الفائدة مجدداً في اجتماع سبتمبر المقبل.
ثانياً: سوق العملات الأجنبية الرئيسية
كان الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني هما الأبرز في سوق العملات الأجنبية اليوم. حصل الدولار على دعم قوي من تصريحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، التي أشارت إلى أن سوق العمل في وضع جيد، وأن الفيدرالي سيتبع نهجًا تدريجيًا في تخفيض الفائدة، مما زاد من التوقعات بأن الفيدرالي قد لا يتسرع في خفض الفائدة بشكل كبير.
فيما يخص الجنيه الإسترليني، فقد ارتفع بشكل ملحوظ بفضل البيانات الإيجابية لمؤشر مديري المشتريات للقطاعين الخدمي والتصنيعي في بريطانيا لشهر أغسطس، حيث سجل المؤشر أعلى مستوى له منذ يوليو 2022، مما يشير إلى انتعاش النشاط الاقتصادي في البلاد.
ثالثاً: أسواق السلع البارزة
تراجعت أسعار الذهب وفقدت مستوياتها القياسية خلال تداولات اليوم، حيث تم تداول المعدن النفيس دون مستوى 2,500 دولار للأوقية. هذا الانخفاض جاء نتيجة للارتفاع القوي في قيمة الدولار الأمريكي، مما دفع المستثمرين للابتعاد عن شراء السلع المقومة بالدولار، بما في ذلك الذهب.
على الجانب الآخر، شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعًا ملحوظًا خلال التعاملات، متعافيةً من معظم خسائر الجلسة السابقة. جاء هذا الارتفاع بعد انخفاض صادرات النفط السعودي -أكبر مصدر للخام في العالم- إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر، مما يعكس التزام السعودية بتخفيضات الإنتاج الطوعية.
