شرق اوسط

إيران وإسرائيل: من يحقق التفوق في “معركة الردع”؟

جولة جديدة من الصراع في المنطقة

تواجه المنطقة جولة جديدة من الصراع بعد أن توعدت إيران بالانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، على أراضيها. تأتي هذه التطورات وسط مخاوف إقليمية من الانزلاق إلى “مواجهة مباشرة” بمشاركة “أذرع طهران”، بينما تكثف إسرائيل استعداداتها للتصدي لصواريخ ومُسيرات “الانتقام”.

تصاعدت التهديدات من جانب إيران وحزب الله بالثأر من إسرائيل بعد اغتيال هنية في طهران وفؤاد شكر في بيروت. تطرح هذه التهديدات تساؤلات بشأن مدى فاعلية منظومة الدفاعات الإسرائيلية في التصدي لهجوم يتوقع مراقبون أن يشمل مئات المُسيرات والصواريخ فائقة الدقة.

كشف موقع “أكسيوس” أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أبلغ نظراءه من دول مجموعة السبع بأن هجوماً من إيران وحزب الله على إسرائيل قد يبدأ في غضون 24 ساعة.

قدرة إيران على التصدي

أما المُسيّرات، فقد طورت طهران في وقت سابق طائرة مسيرة متطورة تسمى “مهاجر-10” يصل مداها إلى ألفي كيلومتر وقادرة على الطيران لمدة تصل إلى 24 ساعة وعلى حمل ما يصل إلى 300 كيلوغرام. كما استخدمت إيران عدداً من الطائرات بدون طيار في هجوم 13 أبريل، من نوع “شاهد 136″ و”شاهد 131” إيرانية الصنع، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها الحرس الثوري الإيراني تلك المسيّرات الانتحارية بهذا العدد الضخم في هجوم مباشر. يختلف النطاق التشغيلي للمسيّرات من طراز “شاهد 136″، لكن إيران تقول إنها قادرة على الطيران لمسافة تصل إلى 2500 كيلومتر ويمكنها التحليق على ارتفاع منخفض لتجنب الرادار.

منظومة الدفاعات الإسرائيلية

حدّثت إسرائيل دفاعاتها الجوية بشكل كبير على مدار عقد ونصف، حيث أضافت أنظمة جديدة لاعتراض الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر. تشمل هذه الأنظمة:

  • القبة الحديدية: اعترضت آلاف الصواريخ منذ العام 2011، ومع ذلك، فهي مصممة للصواريخ والطائرات بدون طيار ذات المدى القصير، من 4 كيلومترات إلى 70 كيلومتراً.
  • مقلاع داود: جرى تطويره ونشره عام 2017 لاعتراض المقذوفات المتوسطة إلى طويلة المدى، بهدف سد الفجوة بين نظام “القبة الحديدية” ونظام “آرو” الأكثر تطوراً.
  • منظومة السهم: يمكنها اعتراض الصواريخ التي يتم إطلاقها من مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر، سواء في الغلاف الجوي لكوكب الأرض أو خارجه.

من يربح المواجهة؟

قال الباحث البارز في مجال الدفاع والتحليل العسكري بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز، إن الدفاعات الإسرائيلية أثبتت فعاليتها في مواجهة الهجوم الإيراني الكبير في أبريل، لكن قدرتها على تحمل هجوم واسع النطاق من حزب الله لا تزال غير مؤكدة. وأوضح أن حزب الله يتمتع بميزة استراتيجية على إيران في اختراق الدفاعات الإسرائيلية نظراً لقربه الجغرافي، مما يسمح له باستخدام صواريخ أبسط وأكثر فعالية من حيث التكلفة، ومتوفرة بكميات أكبر بكثير من أنظمة إيران بعيدة المدى.

من جهة أخرى، أحرزت إيران تقدماً في تطوير صواريخ قادرة على مناورات محدودة للتهرب من الدفاعات الصاروخية خلال المرحلة النهائية. وقد كشفت طهران مؤخراً عن صاروخ يفوق سرعة الصوت، لكن هينز يعتقد أن هذه التطورات ما زالت في مراحل التطوير.

خاتمة

وفي كل الأحوال، يقول هينز إن “إذا جعلت إيران وحزب الله هجومهما قوياً للغاية، فإنهما يخاطران بنجاح كارثي؛ إذ يمكن أن تؤدي الخسائر الفادحة إلى حرب شاملة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى