الإمارات تكشف رؤيتها لغزة بعد الحرب وتدعو إلى إنهاء المعاناة

وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، أكدت أن إحلال الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة يتطلب حلاً مستداماً وعادلاً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال مسار سياسي واضح. وأشارت إلى أن ذلك يتمثل في تحقيق حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وأمن مع دولة إسرائيل، وفق الاتفاقيات الثنائية والقانون الدولي.

كما شددت على أن هذا المسار السياسي يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع تعزيز الاستجابة الإنسانية للوضع المأساوي في قطاع غزة. وأوضحت أن دولة الإمارات تواصل التزامها التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، من خلال تقديم المساعدات والإمدادات الإنسانية العاجلة للقطاع، وتوفير المبادرات لغوثهم سواء براً أو بحراً أو جواً.

وأشارت إلى أن الإمارات نقلت خلال الأشهر العشرة الماضية 39,756 طناً من الإمدادات العاجلة إلى قطاع غزة عبر 8 بواخر، و1,271 شاحنة، و337 رحلة جوية.

وأكدت الوزيرة أن العودة إلى الوضع المأساوي الذي كان سائداً قبل 7 أكتوبر 2023 لا يمكن أن يحقق السلام المستدام المطلوب للفلسطينيين والإسرائيليين. كما أشارت إلى أن إحلال الاستقرار والأمن في الأراضي الفلسطينية يبدأ بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى والرهائن.

وشددت على أهمية إنشاء بعثة دولية مؤقتة بدعوة رسمية من الحكومة الفلسطينية، تكون بقيادة رئيس وزراء جديد ذو كفاءة عالية ومصداقية واستقلالية. تهدف البعثة إلى مواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته المشروعة في الاستقلال وبناء الدولة والتنمية والاستقرار، مع تحمل مسؤولية إعادة بناء غزة.

وفي سياق مسؤولية إسرائيل، أكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي على ضرورة أن تقوم إسرائيل بدورها في تحقيق هذه الرؤية الدولية وفقاً للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان. وشددت على أنه لا يمكن إعادة بناء غزة إذا استمر الحصار، وإذا لم يُسمح للسلطة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها فيه.

كما بينت أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية تضافر الجهود من قبل الشركاء الإقليميين والدوليين لصوغ مستقبل يسوده السلام والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين وجميع شعوب المنطقة. وشددت على أهمية الدور المحوري للولايات المتحدة في مرحلة تعافي غزة وإحياء آفاق السلام، مؤكدة أن الالتزام الأمريكي الصلب بتحقيق حل الدولتين ودعم الإصلاحات الفلسطينية من ركائز نجاح مهمة البعثة الدولية.

وفي الختام، أكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي أن دولة الإمارات ستواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق، مشددة على أهمية الجهد الشامل لتحقيق السلام الذي يصب في مصلحة الجميع في منطقة الشرق الأوسط والعالم.