عام كامل من المعاناة.. جرحى غزة في مصر يروون فصول “المأساة”
عام من الشتات.. معاناة جرحى غزة في مصر
يعيش أهالي غزة في شتاتٍ مستمر منذ عام، بعد أن تعرض القطاع لغارات إسرائيلية عنيفة عقب عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس. تلك الغارات استهدفت جميع مناطق القطاع، حيث أطلقت إسرائيل ترسانتها العسكرية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.
بعد 25 يوماً من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، بدأت أولى دفعات المصابين الفلسطينيين بالخروج من قطاع غزة للعلاج في المستشفيات المصرية، تحديداً في أوائل نوفمبر الماضي. جاء ذلك بالتزامن مع فتح معبر رفح لاستقبال الأجانب والفلسطينيين من حاملي الجنسيات الأجنبية للسفر إلى وجهاتهم التالية.
مأساة المصابين في غزة
بحسب التقديرات الطبية المصرية، استقبلت المستشفيات المصرية قرابة 5 آلاف مصاب فلسطيني منذ اندلاع الحرب وحتى الآن، رغم الصعوبات التي واجهت إخراج المزيد من الجرحى بسبب سيطرة إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني منذ مايو الماضي.
من بين هؤلاء الجرحى، كانت دعاء قديح، المصابة بسرطان الغدة، التي تروي كيف زادت معاناتها بعد نفاد علاجها الشهري وسط النزوح المتكرر، إلى أن أتيح لها العلاج في مصر. وقالت قديح: “قطاع غزة لم يعد صالحاً للحياة بعد أن فقد كل مقومات البشر”. وأوضحت أنها أحرزت تقدماً في علاجها بعد تلقي الأدوية والجرعات الكيميائية بانتظام في مصر، وهو ما كان مستحيلاً في الأيام الأولى من الحرب عندما تم استهداف المركز الصحي الذي كانت تُعالج فيه.
ورغم تقدمها في العلاج، لا تزال قديح تعاني من الفقدان، بعد أن تشردت أسرتها بين قتلى ومصابين ونازحين داخلياً، وتتمنى أن تضع الحرب أوزارها لتعود إلى حياتها السابقة.
مصر ودورها في دعم مصابي غزة
أعدت الحكومة المصرية خطة لمساعدة جرحى الحرب الفلسطينيين، حيث تم استقبالهم في مستشفيات شمال سيناء منذ نوفمبر الماضي. وصرح وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، أن مصر قدّمت دعماً كبيراً للأشقاء الفلسطينيين، ورغم التحديات الكبيرة، نجحت الدولة المصرية في توفير الرعاية الطبية اللازمة.
وفقاً للبيانات التي اطلعت عليها “سكاي نيوز عربية”، استقبلت مصر عبر معبر رفح 89374 شخصاً، بينهم 21485 طفلاً حصلوا على التطعيمات اللازمة. كما تم استقبال ما بين 40 إلى 50 مصاباً يومياً في المتوسط.
كما شهدت المستشفيات المصرية إجراء أكثر من 2266 عملية جراحية معقدة، شملت إصابات خطيرة مثل حروق، كسور في الجمجمة، تهتك في العين والأعضاء الداخلية، وشلل بسبب الشظايا، بالإضافة إلى علاج مرضى الأورام.
إلى جانب ذلك، سهّلت القاهرة سفر 1885 مصاباً إلى دول أخرى لتلقي العلاج، حيث تصدرت الإمارات قائمة الدول المستقبلة للمصابين، تلتها تركيا وقطر وتونس والجزائر. كما استقبلت دول أوروبية مثل إسبانيا، إيطاليا، فرنسا وبلجيكا بعض المصابين.
كما استقبلت المستشفيات المصرية 227 مريضاً بالسرطان، بينهم أطفال، تم تحويلهم إلى مستشفى 57357 ومستشفى أورام برج العرب. إلى جانب ذلك، تم نقل 28 طفلاً من “المبتسرين” من مجمع الشفاء الطبي في غزة إلى مصر لتلقي العلاج.
الخدمات الصحية المقدمة في مصر
خصصت وزارة الصحة المصرية 1656 سرير رعاية حرجة، و191 سرير رعاية للأطفال، و10377 سريراً داخلياً، و139 سرير للحروق. كما وفرت 25 ألف كيس دم و693 جلسة غسيل كلوي. شارك في تقديم هذه الخدمات 35 ألف من الفرق الطبية في مختلف المستشفيات المصرية.