شرق اوسط

بغداد تحتضن القمة العربية الـ34 وسط تصاعد الأزمة في غزة وتحوّلات إقليمية لافتة


استضافت العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت الموافق 17 أيار/مايو 2025، أعمال القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية، وسط أجواء إقليمية متوترة أبرزها استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يصاحبه من كارثة إنسانية متفاقمة، إلى جانب تحوّلات سياسية لافتة في ملفات سوريا وإيران والسودان واليمن.

قمة عربية في مشهد غير تقليدي

جاءت القمة بعد يوم واحد فقط من انتهاء جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخليجية، والتي شملت كلاً من السعودية وقطر والإمارات. وقد اكتست شوارع بغداد بأعلام الدول العربية الـ22، في مشهد يعكس الاستقرار النسبي الذي تشهده المدينة بعد عقود من النزاعات، بينما شارك في القمة عدد من الزعماء العرب وممثلي دول غربية، أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.

غزة تتصدر جدول الأعمال

الملف الفلسطيني كان الأبرز على طاولة القمة، لا سيما مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي وصفتها العديد من الوفود بـ”المذبحة”. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القطاع يتعرض لتدمير منهجي يهدف إلى التهجير القسري، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، ومعلنًا عن نية بلاده تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.

بدوره، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على رفض المنظمة لأي محاولة لتهجير سكان غزة، مؤكدًا ضرورة حماية المدنيين ووقف الانتهاكات. كما دعا إلى حوار يمني شامل، وإنهاء الصراع في السودان، ومساعدة الصومال وليبيا في مسارات الاستقرار.

إسبانيا: لا يمكن الصمت إزاء مأساة غزة

رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عبّر عن تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني، واعتبر ما يحدث في غزة “نزيفًا مستمرًا أمام أعين العالم”، داعيًا إلى مضاعفة الضغط على إسرائيل، وإنهاء الكارثة الإنسانية، ودفع عملية السلام على أساس حل الدولتين.

القيادة الفلسطينية تطالب بوقف العدوان وانسحاب كامل من غزة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس حمّل إسرائيل مسؤولية احتجاز ملياري دولار من أموال السلطة، مؤكداً أن ذلك يزيد من تعقيد الوضع المالي، وداعيًا إلى انسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع، مع التأكيد على أهمية إصلاح مؤسسات الدولة تمهيدًا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967.

مبادرات عراقية ودعوات للحوار

من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن تأسيس “الصندوق العربي للتعافي”، لدعم جهود إعادة الإعمار ما بعد الأزمات، وجدد رفض العراق القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدًا أن احترام سيادة الدول وحل النزاعات بالحوار هو السبيل الأمثل للاستقرار.

سوريا: لا وصاية ولا تقسيم

في تطور لافت، شدد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على رفض أي وصاية خارجية أو محاولات لتقسيم البلاد، مؤكداً أن النظام الجديد يسعى لبناء دولة وطنية جامعة دون إقصاء. كما دعا إلى موقف عربي موحد لدعم سوريا ورفع العقوبات عنها، معتبرًا أن من لا يحزن لغزة “لا قلب له”.

ختام القمة.. موقف موحّد

تأتي هذه القمة لتشكل نقطة تحول في الموقف العربي تجاه القضايا المصيرية، وسط دعوات واسعة للوحدة، ونبذ الخلافات، وتفعيل آليات العمل العربي المشترك لمواجهة الأزمات السياسية والإنسانية التي تضرب المنطقة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى