شرق اوسط

“حي الجنينة شرق رفح.. مأساة مستمرة وسط الدمار”

حي الجنينة شرقي رفح.. مأساة بين الدمار والأمل الضئيل

في قلب حي الجنينة شرقي مدينة رفح، يعيش السكان بين أنقاض منازل تلاشت معالمها، يحاولون جاهدين استعادة حياة سُلبت منهم. وسط الركام والدمار، يبدو المكان كمدينة أشباح، حيث تحوّلت البيوت إلى أكوام من الحجارة، والذكريات إلى غبار تذروه الرياح.

دمار شامل.. وروايات تفيض بالألم

وسط هذا المشهد القاتم، التقى مراسل سكاي نيوز عربية، حازم البنا، بالسيدة آمنة الجعب، التي وقفت فوق أنقاض منزلها المدمر، تستعيد بمرارة تفاصيل ما حدث. تقول: “قام الجيش الإسرائيلي بتلغيم كافة البيوت في الحي وتفجيرها”، لتختصر بهذه الكلمات مأساة مئات العائلات التي باتت بلا مأوى.

بيت جديد.. عمره 33 يومًا فقط

لم تكن قصة محمود كلوب أقل مأساوية، فقد تزوج حديثًا وانتقل إلى منزله الجديد، ليُدمّر بعد 33 يومًا فقط. يروي محمود بحزن: “لم أهنأ بالعيش فيه سوى شهر واحد، ثم دُمّر بالكامل، والآن نحاول إصلاحه لنتمكن من العيش فيه مجددًا”. حال محمود ليس استثناءً، بل صورة مصغرة للواقع الأليم الذي يعيشه سكان الحي.

دمار يفوق 90%.. والعودة شبه مستحيلة

فضل غنام، أحد سكان الحي، عاد بعد النزوح ليجد حيه مدمّرًا بالكامل. يقول: “الدمار يفوق 90%، وما نستطيع إزالته لا يتجاوز 1%، لذلك الحياة هنا باتت شبه مستحيلة”. كثير من العائلات، بما فيها عائلته، اضطرت للرحيل مجددًا إلى منطقة المواصي، بحثًا عن أمان مفقود.

العودة محفوفة بالمخاطر

لا يقتصر الدمار على حي الجنينة فقط، إذ يواجه أكثر من 70% من سكان رفح معضلة مماثلة، تمنعهم من العودة إلى منازلهم المهدّمة. إلى جانب الخراب، تمثل الأوضاع الأمنية المتدهورة عائقًا كبيرًا، مما يجعل البقاء في رفح معركة بحد ذاتها.

أمل ضئيل بين الركام

رغم الدمار والتهجير والمعاناة، يرفض سكان حي الجنينة الاستسلام، متمسكين بخيط رفيع من الأمل. وسط الأنقاض، يحاولون إعادة بناء حياتهم، لكن واقعهم لا يزال قاتمًا، وأحلامهم بالعودة تصطدم بجدران الدمار التي تحيط بهم من كل جانب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى